إسماعيل الَّذي قال الله تعالى في كتابه : « وَاذْكُرْ في الكِتابِ إسْمعيلَ إنّه كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً (١) » ، لم يكن إسماعيلَ بن إبراهيم عليهماالسلام ، بل كان نبيّاً مِن الأنبياء ؛ بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فَرْوَة رأسه ووجهه ، فأتاه ملكٌ عن الله تبارك وتعالى فقال : إن الله بعثني إليك فمرْني بما شئت ، فقال : لي اُسوة بما يصنع بالحسين ».
٢ ـ وحدَّثني أبي رحمهالله عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ؛ وابن أبي الخّطاب؛ وابن يزيدَ جميعاً ، عن محمّد بن سِنان ، عن عمّار بن مروانَ ، عن سَماعَة بن مِهران (٢) ، عن أبي عبدالله عليهالسلام « قال : إنّه كان لله رسولاً نبيّاً تسلّط عليه قومه فقشروا جِلدة وجهه وفَروَة رأسه ، فأتاه رسولٌ مِن ربِّ العالمين فقال له : ربُّك يُقرؤك السَّلام ويقول : « قد رَأيتُ ما صنع بك » وقد أمرني بطاعتك ، فمرْني بما شئتَ ، فقال : يكون لي بالحسين اُسْوَة ».
٣ ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ؛ وأحمدَ بن الحسن بن عليِّ ، عن أبيه ، عن مروانَ بن مسلم ، عن بُرَيد بن معاوية العِجليِّ « قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الَّذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : « اذْكُرْ في الكتابِ إسمعِيل إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نبيّاً » ؛ أكان إسماعيل بن إبراهيم عليهماالسلام؟ فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال عليهالسلام : إن إسماعيل مات قبل إبراهيم (٣) وإنَّ إبراهيم كان حُجَّة لله قائماً ، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسل إسماعيل إذن؟ قلت : فمن كان حُجَّة قائماً ، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسيل إسماعيل إذن؟ قلت : فمن كان جعلت فداك؟ قال : عليهالسلام : ذاك إسماعيل بن حزقيل النَّبيِّ ؛ بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله [له] عليهم فوجّه إليه سطاطائيل ؛
__________________
١ ـ مريم : ٥٤.
٢ ـ جاء الخبر في البحار من علل الشّرائع ، وفيه : « سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ـ إلخ ».
٣ ـ فيه ما فيه ، وفوت إبراهيم قبل إسماعيل ، كما في « العلل » و « كمال الدين » وغيرهما.