آثار ابن الخطيب
مؤلفات الوزير العبقرى الغرناطى ابن الخطيب متعددة الفنون ، ما بين شعر ونثر ، وتاريخ ، وطب ، وموسيقى ، وسياسة ، وغيرها ، وهى ـ على وجه التقريب ـ تربو على الخمسين مؤلفا ، ففى الترجمة التى عقدها ابن الخطيب لنفسه فى آخر كتابه «الاحاطة فى أخبار غرناطة» أورد أسماء مؤلفاته ، بيد أن قدرا هاما من هذه المؤلفات قد أعدم قبله ، على يد الوزير ابن زمرك والقاضى النباهي بغرناطة ، عام ٧٧٣ ه (١٣٧١ م) ، ومعظم هذه الكتب تتعلق بعلوم الأخلاق والعقائد ، أما مؤلفاته التى بين أيدينا الآن فهي القسم الأدبى والتاريخى فى الغالب ، وقد حاول كثير من المؤرخين والمستشرقين حصر هذه المؤلفات فى فهارسهم ، ولكن حياة ابن الخطيب السياسية ، والتقلبات التى تعرض لها جعلت هؤلاء المستشرقين أو المؤرخين لا يفرقون بين ما ألّفه الرجل فى المغرب ، وبين ما ألفه فى الأندلس. ويرى «ليفي بروفنسال» أن مؤلفات لسان الدين قد بلغت حوالي ستين كتابا ، ولكن لم يبق منها الا الثلث تقريبا.
هذا ، وإن كتب ابن الخطيب ـ سواء منها ما هو مخطوط لم يحقق بعد ، أم ما حقق ونشر ـ لتحتل مركزا ممتازا بين المصادر التاريخية المعتمدة ، لا سيما منها ما يتناول هذا الجزء من الغرب الاسلامى فى المغرب والأندلس ، فقد أنارت السبيل أمام المؤرخين والعلماء ، ويسرت لهم بحوثهم عن هذه البقاع ، لقلة المصادر الأخرى المعاصرة ، ولأن ابن الخطيب قد عاش هذه الحقبة من القرن الثامن الهجرى (الرابع عشر الميلادى).