فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) (١١ : ٦) (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١١ : ٥٦) (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (١٦ : ٤٩) (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) (١٦ : ٦١) (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) (٢٤ : ٤٥) (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) (٢٩ : ٦٠) (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ) (٣١ : ١٠) (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ ...) (٤٢ : ٢٩) (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (٤٥ : ٤) (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) (٨ : ٢٢) (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ ...) (٢٢ : ١٨) ، فلا تختص الدابة بما يدب على أرض بل هي كلّ ما يدب على ما يدبّ عليه من أرض أو ماء أو هواء ، فإذا قورنت بالطير اختصت بغير الطير.
وتلك الشمولية متأيدة بأن ذوات الأرواح كلّها ـ بل وغيرها ـ عارفة ربها ، شاعرة ما يتوجب عليها : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (٢٤ : ٤١).
إذا فالآية تشمل كلّ حيوان ، فالإنسان والجان كما هما مشمولان ل «دابة» كذلك تشملها «أمثالكم» مع سائر المكلفين العقلاء كالإنس والجان ، اللامحة لهم آية الشورى.
ثم تتأيد هذه الشمولية مرة أخرى ب (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) فإنه كأصل يعني كتاب التكوين مهما شمل ـ أيضا ـ كتاب التشريع ، وعدم الشمولية في حقل الحيوان الأممية والحشر ـ كعدمها لخلق كلّ ما بالإمكان