١٠ ـ ومنها المستقر في الجنة ، ومنها المستودع في نار ، ثم مستقر في الجنة أو موت مع فوت النار.
وتلك عشرة كاملة من محتملات (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) وهي مضروبة في محتملاتهما أدبيا وهي ثلاث تصبح ثلاثين ، الصالحة منها لفظيا ومعنويا مقبولة ، وغيرها مرفوضة.
فهذه المستقرات العشر وما أشبه بمستودعاتها قد تكون معنية ب (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) حيث تتحملها في أدب اللفظ وحدب المعنى ، ولا يخلوا المنشأ من نفس واحدة منها.
ومن أهم المحتملات مستقر الإيمان ومستودعه كما يروى عن علي أمير المؤمنين (ع): «فمن الايمان ما يكون ثابتا مستقرا في القلوب ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم فإذا كانت لكم براءة من أحد فقفوه حتى يحضره الموت فعند ذلك يقع حد البراءة» (١).
ذلك وليس مستقر الإيمان فوضى جزاف دونما سعي ولا جهاد لاستقراره ، فإنما يستودع الإيمان في قلوب الذين يؤمنون في تجربة الحياة ، ثم قد يستقر إذا أقررته بما تسعى فيقره الله عصمة ودونها ، أم يبقى مستودعا قد يزول إذا لم تحقق شرائط دائب الإيمان ، فمستقر الإيمان بين عصمة خلقية بما تسعى ، فعصمة ربانية قدر ما تسعى ، عصمة رسالية فما دونها (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
وهذه المستقرات والمستودعات للمنشئات من نفس واحدة هي حالات متلاحقة يوم الدنيا ثم تستقر في الأخرى في الجزاء الوفاق ، اللهم إلّا أهل النار إذ يأتي يوم تفنى النار ويفنى معها أهل النار فلا نار ـ إذا ـ ولا أهل
__________________
(١). نهج البلاغة الخطبة ١٨٧ / ٣٤٩.