الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) (٢٣ : ١٨) و (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى) (٢٠ : ٥٣).
(فَأَخْرَجْنا مِنْهُ) الماء ، دون الأرض لمكان ذكورة الضمير ، فنبات كلّ شيء خارجة من الماء كما (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) (٢١ : ٣٠).
ثم (نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ) نابت : نباتا وحيوانا وجنا وإنسانا : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) (٧١ : ١٧) فغير النابت لا يحتاج في كونه وكيانه إلى ماء ، كما الأرض كانت أرضا قبل أن ينزل عليها ماء : (وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (٢ : ١٦٤) (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (٣١ : ١٠).
ذلك بصورة عامة في المخرجات من الماء ، وهنا (فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً) ككلّ السنابل والفواكه المتراكبة بعضها على بعض ، وقد اختص بالذكر هنا من المتراكب «ومن النخيل .. من أعناب والرمان».
«ومن النخيل من طلعها» وهو أول طالع من ثمرها «قنوان» جمع قنو وهو الفرع الصغير ، فهو هنا العذق تمرا كالعنقود من العنب ، فهي متراكبة فوق بعض منظمة منضدة فإنها «دانية» مع بعضها البعض دنو التراكب.
(وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ) وهي من أفضل الفواكه «مشتبها» كلّ مع ذوي نوعه كالأعناب المشتبهة والزيتون والرمان ، (وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ) كالمختلفة من كلّ.
(انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ) أنظروا بالحس البصير دون الأعمى الحسير ، انظروا إليه في ازدهاره وازدهاءه وبهاءه إلى ثمره : ثمر الماء النازل من السماء ، أو ثمر هذه الأشجار ، أو ثمر الأرض ، والجامع ثمر ما ذكر من ذلك المثلث ، حيث الثمر منتج من هذه الثلاث مهما كان الأصل هو