تعاقب فور حشرها ثمّ تفنى ، اللهم إلّا بعض الحيوان حيث تحشر إلى الجنة (١).
٣ ـ كيف يحاسب الحيوان وهي قضية التخلف عن التكليف ولا تكليف للحيوان؟.
والجواب ان تكليف الحيوان ليس كالإنسان ، إنما هو قدر شعوره بالواجب والمحرم على حده.
ومصبّ المسائلة والإثابة في الحيوان هو الظلم فاعلا ومفعولا ، فالحيوان الظالم يعاقب كما ظلم ، والحيوان المظلوم يثاب كما ظلم ، سواء أكان ظالمه الإنسان أو الحيوان كما الحال في مظلومه (٢).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧١٥ عن الفقيه قال الصادق (ع) أي بعير حج عليه ثلاث سنين جعل من نعيم الجنة ، وفيه عن ثواب الأعمال عن الصادق (ع) قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام لابنه محمد حين حضرته الوفاة اني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة فلم اقرعها بسوط قرعة فإذا توفت فادفنها لا تأكلّ لحمها السباع فان رسول الله (ص) قال : ما من بعير يوقف موقف عرفة سبع حجج إلّا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله فلما توفت حفر لها أبو جعفر عليهما السلام ودفنها.
(٢) الدر المنثور ٣ : ١١ ـ أخرج ابن جرير عن أبي ذر قال انتطحت شاتان عند النبي (ص) فقال لي يا أبا ذر أتدري فيما انتطحتا؟ قلت لا قال لكن الله يدري وسيقضي بينهما ، قال أبو ذر لقد تركنا رسول الله (ص) وما يقلب طائر جناحيه في السماء إلّا ذكرنا منه علما» وفيه عن عبد الله بن زياد البكري قال دخلت على ابني بشر الأزنيين صاحبي رسول الله (ص) فقلت يرحمكما الله الرجل يركب منا الدابة يضربها بالسوط أو يكبحها باللجام فهل سمعتما من رسول الله (ص) في ذلك شيئا فقالا : لا قال عبد الله فنادتني امرأة من الداخل فقالت : يا هذا إن الله يقول في كتابه (وَما مِنْ دَابَّةٍ ...) فقالا هذه أختنا وهي اكبر منا وقد أدركت رسول الله (ص).
وفي تفسير الفخر الرازي ١٢ : ٢١٣ روي عن النبي (ص) انه قال : من قتل عصفورا ـ