فليس «اللطيف على قلة وقضافة وصغر ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء والامتناع من أن يدرك ...» (١).
ذلك هو اللطيف «وأما الخبير فالذي لا يعزب عنه شيء ولا يفوته ، ليس للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء ، فعند التجربة والإعتبار علمان ولولاهما ما علم ، لأن من كان كذلك كان جاهلا ، والله لم يزل خبيرا بما خلق ، والخبير من الناس المستخبر عن جهل ، المتعلم ، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى» (٢).
ذلك! وما أجهله وأحمقه من يستدل بهذه الآية على جواز رؤيته تعالى ، سنادا بأن امتداحه ب (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) لا يصح إلّا بإمكانية
__________________
ـ لطفه على خلاف لطف خلقه للفعل غير أني أحب ان تشرح لي ذلك فقال (ع) يا فتح! إنما قلنا اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشيء اللطيف أو لا ترى وفقك الله وثبتك إلى اثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض ومن الجرجس وما هو أصغر منها لا يكاد تستبينه العيون بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الأنثى والحدث المولود من القديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتداءه للفساد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وانه ما لا يكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها لا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا علمنا ان خالق هذا الخلق لطيف ...
(١) المصدر عنه (ع) حديث طويل وفيه «وأما اللطيف فليس ... كقولك للرجال لطف عني هذا الأمر ولطف فلان في مذهبه ، وقوله يخبرك أنه غمض فيه العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لا يدركه الوهم ، فذلك لطف الله تبارك وتعالى عن ان يدرك بحد أو يحد بوصف واللطافة منا الصغر والقلة فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى».
(٢) المصدر ٧٥٦ عن اصول الكافي عن أبي الحسن الرضا (ع) ....