وترى ما هو المعطوف عليه ل «وليقولوا ...» وما هي المناسبة للمعطوفين المتناحرين؟ هنا معطوف عليه معروف من صوغ الكلام كه «اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وعشيا» و«إنه سحر يؤثر» أو شعر أو كهانة أم به جنة ، ولكي تكمل حجة الله البالغة على الذين يعلمون أو لا يعلمون ، ثم لا ضير إذا أن يقول المجاهيل : «درست» فاللّام في (وَلِيَقُولُوا ...) تعني ـ فيما تعنيه ـ غاية للمجاهيل في واجهة القرآن ، فإن كلّ محاولاتهم في إسقاط حجة القرآن البالغة داحضة فليقولوا درست أم أية قولة أو احتيالة ضده ، (وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) فقالة «درست» هي قالة الذين لا يعلمون تقصيرا منهم حسيرا وتحسيرا قصيرا لا يبلغون فيه إلى غايتهم المضللة ، وقد تكون اللام للغاية ، غاية للذين كفروا امتحانا لهم فامتهانا ، كما هي غاية للذين آمنوا ، غاية شاردة أو واردة.
ذلك ، وقد تصلح «درست» غاية ربانية إلى غايتهم حيث (نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (١٧ : ٨٢) ـ (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) (٢ : ٢٦) (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ. وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ) (٩ : ١٢٥) (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى لِلْبَشَرِ) (٧٤ : ٣١).
وقد تعني «اللام» في «ليقولوا» الأمر ، فهو أمر تعجيز ، أم بيان حال لهم تقتضي هذه القولة ، فلا عطف إذا مع أمر الأمر ، وقد تعني الواو كلا