يَرْجِعُونَ) (٢ : ١٨) ـ (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٢ : ٧) (وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ) (١٤ : ٢٧) (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) (٢ : ٢٦) وإنما (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥ : ١٦).
ف «إن الذين كذبوا بآيات الله» آفاقية وأنفسية ، هذه المبثوثة في كلّ صحائف الوجود وصحفه ، وهذه المسجلة في القرآن العظيم ، إنما كذبوا بهذه وتلك حيث عطّلوا على أنفسهم كلّ أجهزة الاستقبال للحق ، غارقين في ظلمات الجهالات والتجاهلات!.
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ) (٤١) :
ذلك طرف طريف من النهج الربانية في خطاب الفطرة الإنسانية ، يواجهها ربنا في صورة من الصور الهائلة التي تهز القلوب فيتساقط عنها ركام الشرك.
فهنا استنباط لقضية الفطرة واستجاشة للرجوع إليها ، احتجاجا بحالات النصر حين تتقطع كلّ الأسباب ، وتحار دونه الألباب؟.
ف (إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ) هنا (أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ) ساعة الموت أو ساعة القيامة (أَغَيْرَ اللهِ) الذي به تشركون «تدعون» ـ (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعواكم أن له شريكا أو شركاء ، كلّا! «بل إياه» لا سواه «تدعون» أن يكشف الضر عنكم (فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ) كما في عذاب الاستئصال ان يكشفه كما كشف عن قوم يونس لمّا آمنوا ، أم ساعة الموت المعلّق أن يؤجّله ، وأما القيامة فلا ، «وتنسون» في حالات الاضطرار (ما تُشْرِكُونَ) بالله.