اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ)(١١٩) :
هنا «فكلوا ..» أمر تجويز لما هو في موقف الحظر جاهليا ، حيث الجاهلية حرّمت أكلّ ما ذكر اسم الله عليه في حين أحلت أكلّ الميتة وما أهل لغير الله به ، محتجا بأنه كيف لا نأكلّ ما قتله الله ونأكلّ ما قتله خلق الله ، وليس ذكر اسم الله ـ فقط ـ مما يحلّل ما قتلناه ، كما وكانوا يفضّلون ذكر اسم غير الله على ما يقتلون كأنه يحلّله دون ذكر اسم الله؟!
وهنا (إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ) خطاب لمن آمن ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم ، إذ كانوا ينحون منحى الجاهلية في حظر الأكلّ عما ذكر اسم الله عليه.
ثم «فكلوا» تفريع على حظر الإتّباع للأكثرية الغائلة القائلة بحظر الأكل مما ذكر اسم الله عليه ، أن اتباع الحق يقتضي رفض ما فر أهل الباطل مهما كانوا كثرة.
ثم (وَما لَكُمْ) تنديد بكلّ هؤلاء الذين كانوا لا يأكلون مما ذكر اسم الله عليه ، مسلمين أو أهل كتاب أو مشركين ، قضية التخيّلية الجاهلية أن ما قتله الله أولى بالأكلّ مما قتله الناس وذكر اسم الله عليه.
وهنا (ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) مجهولا يطلق حلّ ما ذكر اسم الله عليه مهما كان الذاكر الذابح كتابيا ، كما ويطلق حرمة ما لم يذكر اسم الله عليه مهما كان الذابح مسلما ، وقد احتج باقر العلوم (ع) بالآية في طليق الحل والحرمة (١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٦١ في من لا يحضره الفقيه روى أبو بكر الحضرمي عن الورد بن زيد قال : قلت لأبي جعفر عليهما السّلام حدثني حديثا وأمله عليّ حتى اكتبه قال اين ـ