عن الثواب هو محرم ككلّ في شرعة الله : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٧ : ٣٣).
ففي كلّ محظور إثم ، سواء أكان ظاهر الإثم أم باطنه ، فإن الله لا يحظر على شيء إلّا وهو إثم ، وفي كلّ محبور ثواب مهما لم يظهر لأهل الظاهر ، فإن الله لا يأمر بشيء إلّا وهو ثواب.
وترى أن نية السوء هي من باطن الإثم؟ كلا ، ف (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢٧ : ٩٠) والعمل مهما شمل العقيدة ليس ليشمل النية فإنها نية العمل وليس من نفس العمل ، ولكن العقيدة الصالحة والطالحة هما مورد الأمر والنهي.
ثم (إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ) ليست لتشمل النية لأنها نية الكسب وليست نفس الكسب ، كما وليست اقترافا للإثم بل هي قصده ولمّا يقترف ، ولو أن نية الإثم كانت هي ـ أيضا ـ من باطن الإثم فهو ـ إذا ـ إثم مغفور.
صحيح أن العقيدة الفاسدة هي اقتراف لإثم القلب : (فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) ولكن نية الإثم خارج عن إثم القلب والقالب ، فكم من طاهر قلبه ينوى الإثم ثم يتركه لطهارته.
وصحيح أن نية الخير لها جزاء الخير ولكنه من فضل الله ، وقضية العدل في نية الشر ألا تقابل بعمل الشر ، وأما العقيدة الشريرة فهي عمل القلب المقلوب إلحادا أو إشراكا أم كفرا لكتابي وسواه ، أم عقيدة فاسدة لمسلم ، فإنها محسوبة بحساب العمل الطالح ، وهو يشملها حين يفرد مهما ينفصل عنها حين يتقارنان.
(وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّياطِينَ