وهل إن «اسم الله» الواجب ذكره على الذبيحة أو الصيد هو ـ فقط ـ «الله»؟ أم يكفي أي اسم من أسماء الله تعالى؟ قد تلمح «اسم الله» مفردة ألا يكفي غير «الله» ولكنه قد يعني جنس اسمه تعالى كما قال الله : (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) فما صدق عليه اسم الله ـ وهو الاسم المختص بالله ـ يكفي ذكره على الذبيحة وما أشبه (١).
وهل يجب الجهر باسم الله لحد إسماع الغير؟ طليق (ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) يطلقه عن قيد الإجهار ، ولكنه على أية حال ذكر باللسان ، لا ـ فقط ـ ذكر القلب ، كما ويؤيده «عليه» فذكر القلب لا يتعدى بجار ، فإنما هو ذكر اللسان.
وهل يكفي مجرد ذكر اسم الله عليه وان كان بمسجلة؟ كلا! لمكان «فاذكروا اسم الله عليه» ولا يخاطب المسجلة فليكن الذاكر ممن يصح خطابه.
تلحيقة على ضوء ذكر اسم الله على الأنعام ذبحا ونحرا :
هنا شرط سلبي رئيسي في تذكية بهيمة الأنعام هو عدم الإهلال بها لغير الله ، نجده في آيات أربع لأنه يحتمل القمة العليا بين شروطها ، فرغم أنه ليس ركنا تحرم المذبوحة بتركه إلّا حال الذّكر ، ولكنه ركن في الفقه الأكبر ، والسماح لأكلها في نسيان الذكر رعاية لحال القاصرين وصد عن التبذير ، وذلك الإهلال يعم ما إذا كان أهل ذكرا لغير الله قالا أو نية وحالا ، أم جمعا بينهما فأضل سبيلا ، أيا كان غير الله ، وفي حكمه ما إذا ذكر مع الله
__________________
(١) وتدل عليه صحيحة محمد بن مسلم قال سألته عن رجل ذبح فسبح أو كبر أو هلل أو حمد الله؟ فقال : هذا كله من اسماء الله ولا بأس به (الكافي ٦ : ٢٣٣ والتهذيب ٣ : ٣٥٣).