سواه ، أو ذكر الله وينوي سواه ، أو نوى الله وذكر سواه ، فالإهلال لغير الله يعم كلّ هذه الموارد وأشباهها.
وشرط إيجابي رئيسي هو ذكر اسم الله على الذبيحة ، ذكرا بكلا القال والحال ، فالنسيان أو الجهل مغفوران لأنهما ليسا من الفسق مهما كانا عن تقصير ، فسقا في أصل التقصير دون ترك الذكر ، والنص يعلل التحريم ب «إنه لفسق» فقد انتقشت كلمة (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) في الذبائح والمنحورات ، وجانب السلب أقوى مهما كان الأصل جانب الإيجاب ، ولكن السلب قدر ما هو أقوى فالإيجاب على غراره أقوى ، وحرمة ونحاسة ونجاسة ما أهل به لغير الله أشد مما لم يذكر عليه اسم الله ولا سواه.
(أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١٢٢) :
«ميتا» علّها مخففة عن «ميّت» وكما استعملتا في معنى واحد : «سقناه لبلد ميت ـ بلدة ميتا» و«الميتة» هي مؤنثها ، خففت في حالتيها عن ثقلها.
أم هي مصدر يعني طليق الموت في كلّ حقوله الفطرية والعقلية؟ ولكنه لا يناسب أدب اللفظ ولا المعنى ، ف «فعل قياس مصدر المعدى من ذي ثلاثة كعد عدا» ثم طليق الموت لا يناسب إلّا من مثله في الظلمات أن أصبح طليق الموت!.
وهنا قرن بين أهل النور والظلمات ، تفضيلا لأهل النور : أن «كان ميتا» ليست له حياة إيمانية ، ولكنه كان يعيش حياة فطرية وعقلية ، تحرّيا عن حياة الإيمان «فأحييناه» بها أن وفقناه للإيمان بما سعى وتحرّى (وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) وهو نور الإيمان الحاصلة على ضوءه بأعمال