الإيمان ، فلا يضل بين ظلمات الناس النسناس؟ .. (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ) فطرية وعقلية أماهيه من ظلمات اللّاإيمان (لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها)(١) حيث انغمس فيها فأحاطت به «كذلك» البعيد البعيد عن الايمان ونوره (زُيِّنَ لِلْكافِرِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) أن حسبوها حسنة فهم من «الأخسرين (أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً).
فهنالك الإحياء بالإيمان كآية أنفسية داخلية ، و (نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) برسول الإيمان ، والقرآن كآية آفاقية : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً) (٤ : ١٧٤) (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً) (٤٢ : ٥٢).
ويعاكسه الميت عن الايمان حيث تحيط به الظلمات آفاقية بالشياطين وأنفسية بنفسه الظالمة المظلمة.
أجل وإن الإيمان الصالح ينشئ في القلب حياة بعد موت ، وتطلق فيه نورا بعد الظلمات ، والكفر انقطاع عن هذه الحياة وتلك النور فهو موت طليق حليق على كيان الكافر كله.
__________________
(١) المصدر عن المجمع قيل انها نزلت في عمار بن ياسر حين آمن وأبي جهل وهو المروي عن أبي جعفر عليهما السلام ، وفيه ح ٢٧١ عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل : وقال الله عزّ وجل : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) فالحي المؤمن الذي يخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي يخرج من الحي هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن ، فالحي المؤمن والميت الكافر وذلك قوله عز وجل : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عزّ وجلّ بينهما بكلمته كذلك يخرج الله جلّ وعز المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عزّ وجلّ : (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ).