عنها (وَهُوَ وَلِيُّهُمْ) يلي أمرهم (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) ولاية بولايتهم لله وحماية بحمايتهم شرعة الله.
ولأن «السلام» اسم من أسماء الله فقد تعني فيما عنت «دار الله السلام» ولكن قد تبعده (عِنْدَ رَبِّهِمْ) حيث العبارة «لهم دار الله عند الله» أو يقال (لَهُمْ دارُ السَّلامِ) : الله السلام ، ودار السلام «عند ربهم» لمكان ربوبيته المقتضية لكونه تعالى سلاما ولكون داره سلاما ، «وهو» الرب السلام والسلام الرب (وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).
ذلك ودارهم في كلّ النشآت الثلاث هي دار السلام مهما كان الأخرى هي أحرى بالسلام ، لأنها خالص السلام دون كالسه كما في الأولى.
ويا للمؤمنين المستقيمين على صراط مستقيم من تشريفات :
١ ـ أن (لَهُمْ دارُ السَّلامِ) مختصة بهم قضية تقدم الظرف.
٢ ـ وأنها الدار المخصوصة بالسلام : الله ، أو السلامة الطليقة.
٣ ـ و (عِنْدَ رَبِّهِمْ) لمحة لامعة إلى قربهم إليه.
٤ ـ (وَهُوَ وَلِيُّهُمْ) إلى قربه الخاص إليهم برحمته الخاصة.
وذلك (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) قلبا وقالبا حيث انقطعوا إلى الله عما سواه ، فما كان رجوعهم إلّا إليه ، ولا توكلهم إلّا عليه ، ولا أنسهم إلّا به ، ولا تخضّعهم إلّا له ، فلما تعلقوا به بكلّ كيانهم لم يتولوا إلّا إياه (وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ).
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)(١٢٨) :
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ) : كلّ العالمين المكلفين ، مخاطبا الثقلين (يا