(فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا) تبّا بتّا (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) كيف يداريهم ويجاريهم ولا يماريهم حتّى إذا لم تبق فيهم نافذة خير (أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ) آيسون من كلّ خير.
(وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على ما أبلاهم وابتلاهم ، وأبرز مكنونهم فأفناهم ، وخلّص دعاة الحق عن بأسهم ، ففلّسهم على بؤسهم ، فتعسا للقوم الكافرين.
و«القوم» ـ في قطع دابرهم وهو آخر فرد منهم ـ قومان ، قوم يعيشهم الزمن قبل آخر الزمن فالقطع في قطاعاتهم متقطع ، وقوم في آخر الزمن عند ظهور صاحب الزمن الحجة بن الحسن المهدي من آل محمد عليهم السلام ، فالقطع فيهم أجمع قاطع ، فليس هنالك حمد إلّا لله رب العالمين (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) هناك واقعا يحلق على كلّ الخليفة ، بعد ما كان حقا غير واقع إلّا نزرا قليلا.
فهناك أقوام من الضفة الأولى المتقطعة كقوم نوح وهود وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وقرون بين ذلك كثير ، أخذهم الله بذنوبهم رغم ازدهار حضاراتهم.
ومن ثم الضفة الثانية والأخيرة هم كلّ الظالمين في مطلع دولة المهدي عليه السلام فإنهم يقطع دابرهم عن بكرتهم فلا يبقى على وجه الأرض ظالم ، إذ تحلق دولة الحق المطلق على كافة الربوع ، اللهم عجّل فرجه وسهّل مخرجه.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) (٤٦) :
إن معطي السمع والأبصار والقلوب هو ـ بطبيعة الحال ـ آخذها إن شاء (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ) إنسانيا أم وحيوانيا فإنهما فيهما