(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ)(١٤٩) :
إنها ليست حجة الظن كما تزعمون ، فإن الظن لا يغني عن الحق شيئا ، إنما هي علم أو أثارة من علم آفاقيا وأنفسيا (١)(قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) تبلغ الجاهل كما العالم مهما اختلفت حجة عن حجة (٢) ولكنما (الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) تبلغ إلى كافة المكلفين بالمبلغين الرساليين رسلا وأئمة معصومين عليهم السلام (٣) والذين يحملون عنهم.
ذلك ، وأبلغ حجج الله الطاهرة الظاهرة هو القرآن العظيم ، فإنه الأكبر في الثقلين ، وهو الظاهر لا يغيب والباقي مر الدهور مهما غاب الرسول والأئمة من آل الرسول (ص) أم ماتوا ، ولأن الرسول (ص) وذويه حجة مع
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٧٥ عن اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي ابو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يا هشام ان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فاما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة عليهم السلام واما الباطنة فالعقول.
(٢) نور الثقلين المصدر في امالي الشيخ الطوسي باسناده الى مسعدة بن صدقة قال سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام وقد سئل عن قول الله (فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) فقال : ان الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة : عبدي أكنت عالما؟ فان قال : نعم قال له : أفلا عملت بما علمت وان قال : كنت جاهلا قال له : أفلا تعلمت حتى تعمل فيخصمه فتلك الحجة البالغة.
(٣) نور الثقلين ١ : ٧٧٦ في اصول الكافي عن سدير عن أبي جعفر عليهما السلام قال قلت له ما أنتم؟ قال : نحن خزان علم الله ونحن تراجمة وحي الله ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الأرض.
وفيه عن أبي عبد الله (ع) قال كان امير المؤمنين (ع) باب الله الذي لا يؤتى الا منه وسبيله الذي من سلك بغيره هلك وكذلك يجري أئمة الهدى واحدا بعد واحد جعلهم الله اركان الأرض ان تميد باهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى.