العمل بالنية ، ومهما كانت العقيدة عمل القلب ولكن (ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) قد لا تشملها ، فإنما اشتراط العمل بكونه صالحا كما في (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) يربط صلاح العمل بصالح العقيدة والنية.
وترى كيف يذكر «عشر» و«أمثالها» مذكر؟
ذلك لأن هناك مضاف محذوف هو «حسنات» تعني حسنات (عَشْرُ أَمْثالِها) جزاء فضلا كما في «مثلها» فإنها (سَيِّئَةٌ مِثْلُها) جزاء عدلا.
وأولى ما نزلت بشأن مزيد الجزاء في الحسنة هي (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (٢٧ : ٨٩) وقد قررت آيتنا (خَيْرٌ مِنْها) ب (عَشْرُ أَمْثالِها) كضابطة تحلّق على كلّ الحسنات (١) ومنها النيات فضلا على فضل ، و«مثلها» في السيئة باستثناء النيات عدلا في الجزاء (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) عدلا وفضلا ، ومن ثم آيات أخرى تقرر (خَيْرٌ مِنْها) في بعض الموارد كالإنفاق الصالح بسبعين ضعفا ل «عشرة أمثالها» ومزيد ، ف (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٢ : ٢٦١) فلا حدّ في فضل الله لمضاعفات الجزاء على الحسنات ، ولكن السيآت فأكثر الجزاء عليها مثلها عملا بعمل وعلى قدره.
وقد تعرّفنا معرّفة الحسنة والسيئة أية ليست أية حسنة لها عشر أمثالها حيث قد يزداد عليها وقد ينقص عنها ، أم ولا تقبل لخروجها عن جادة
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٧٨٤ عن المجمع روى عن الصادق (ع) أنه قال : لما نزلت هذه الآية : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) قال رسول الله (ص) : رب زدني فأنزل الله سبحانه : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).