أعشاره» (١).
ذلك ، ولكن (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) فمن يسرق مالا مرة ثم يقسمه على من يشاء ليس إنفاقه لكلّ يحسب عشرا وسرقته واحدة ، بل وإنفاقه سيئة على سيئة.
وكما الحسنات درجات فالسيئات أيضا دركات ، ولا تقابل السيئة بواحدة الحسنة بعشر أمثالها إلّا في موازنة بينهما ، فليس من يزني مرة ثم
__________________
ـ باللسان والف وخمسمائة في الميزان ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثا وثلاثين ويسبح ثلاثا وثلاثين فذلك مائة باللسان والف في الميزان وأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة».
(١) تفسير الفخر الرازي ١٤ : ٩ روى ابو ذر ان النبي (ص) قال : ان الله تعالى قال : الحسنة عشر أو أزيد والسيئة واحدة او عفو فالويل لمن غلب آحاده وأعشاره.
وفي نور الثقلين ١ : ٧٨٤ ومعاني الأخبار عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول : ويل لمن غلبت آحاده فقلت له وكيف هذا؟ فقال : اما سمعت الله عزّ وجلّ يقول : (مَنْ جاءَ ...) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ بالله ممن يركب في يوم واحد عشر سيئات ولا يكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.
وفيه عن تفسير القمي عن أبي عبد الله (ع) قال : لما اعطى الله تعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم (ع) يا رب سلطت إبليس على ولدي أجريته فيهم مجرى الدم في العروق وأعطيته مما أعطيته فمالي ولولدي؟ فقال : لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشر أمثالها قال رب زدني قال : أغفر ولا ابالي ، قال : حسبي ، أقول : لا ابالي هنا تعني ما لم يناف العدل فاغفر ما هو قضية الفضل فوق العدل لا دون العدل.
وفيه في الكافي عن أبي جعفر عليهما السلام قال : من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله ان يفطر عنده فليفطر وليدخل عليه السرور فانه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام وهو قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).