يكبر الله مرة تزيد حسنته على سيئته ، فأين الزنا في ميزان السيآت من لفظة التكبيرة في ميزان الحسنات ، فقد لا توازي مائة حسنة سيئة واحدة ف (كُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
فطالما الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة وإلى ألف ألف (١) كذلك قد تكون سيئة واحدة وهي بواحدة أثقل في الميزان من عشرات الحسنات.
وطالما يزيد عديد الجزاء على الحسنة أضعافا عشرة على السيئة ، ولكن كلّ بحسابه وعلى قدر ثقله دونما فوضى جزاف.
أترى ـ بعد ـ أن عشرا من التكبيرات توازي فرية واحدة على الله ورسوله ، وهذه بواحدة وتلك بعشرة؟! كلّا ، إنما يحاسب كلّ على قدره عدّة مهما اختلفت العدّة أصلا وجزاء ، فليست المماثلة بين السيئة وجزاءها إلّا بمعنى الجزاء الوفاق عديدا ومديدا ، فقد يجزى على سيئة واحدة طالت ساعة في عشرات من السنين اعتبارا بثقل السيئة في مديدها رغم وحدتها في عديدها ، أم يجزى على سيئة واحدة طالت شهرا في ساعة واحدة ، فليست «مثلها» بمماثلة الزمان إنما هي مماثلة الثقل في الميزان ، دون الحسنة التي يجازى بها عشر أضعافها.
وأما الخلود المؤبد لأهله ، بأن الأبدية في العذاب ليست مماثلة للسيئة المحدودة بعديدها ومديدها ، فقد نعتقد في تلك الأبدية حسب البراهين القاطعة أن لها نهاية ، فلا تعني الأبدية لأهل النار إلّا أنهم يعيشونها ما دامت مشتعلة كما يستحقون ، ثم يأتي يوم لا نار فيه ولا أهل نار قضية
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ٦٥ ـ اخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) كلّ حسنة يعملها العبد المسلم بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف «وفيه عنه قال : قال رسول الله (ص) : إن الله ليعطي بالحسنة الواحدة الف الف حسنة ثم قرأ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).