مجلس الظلم إلّا واجب النهي عن المنكر أو محظور الاضطرار فيما يتقدم على محظور القعود معهم.
ثم وليس فحسب ، بل ومجالسة العصاة وإن فيما لا يعصون الله فيه محظور مهما كان أقل حظرا من مجلس الظلم (١) فإن في ترك مجالستهم مرحلة حاسمة من النهي عن المنكر ، ومن ثم ف «مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار» و«إياك ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق» (٢) ف «مجالسة أهل الهوى منساة للإيمان ومحضرة للشيطان» (٣).
وترى (حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) تسمح للقعود معهم إذا تركوا الخوض بالفعل مهما ظلوا ظالمين؟ الظاهر نعم ، ولكن بالنسبة لشديد
__________________
(١) المصدر عن الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن بكر بن محمد عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن (ع) يقول : مالي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟ فقال : إنه خالي ، فقال : إنه يقول في الله قولا عظيما يصف الله بما لا يوصف فإما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته فقلت هو يقول ما شاء اي شيء عليّ منه إذا لم اقل ما يقول؟ فقال أبو الحسن (ع) أما تخاف ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا»؟.
وفيه عن الفقيه روى محمد بن مسلم قال : مر بي ابو جعفر وأنا جالس عند القاضي بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال لي : ما مجلس رأيتك فيه أمس؟ قال قلت : جعلت فداك ان هذا القاضي لي مكرم فربما جلست إليه فقال لي : وما يؤمنك ان تنزل اللعنة فتعمك معه.
(٢) المصدر ينقل الحديث الأول عن عيون الأخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام يا ابن رسول الله (ص) حدثني عن آباءك عليهم السلام قال : قال أمير المؤمنين (ع) : مجالسة ..» والثاني عن نهج البلاغة عنه (ع).
(٣). نهج البلاغة الخطبة ٨٤ / ١٥٢.