أسباب الإغفال الإقفال ، وهي حال إبساله (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ) من دون الله فالله هو الولي (وَلا شَفِيعٌ) عند الله إذ لا يشفعون إلّا باذنه و (إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى)(وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ) وفداء عما أبسلت بما كسبت (لا يُؤْخَذْ مِنْها) أي عدل وفداء ، فإن «أولئك» هم (الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) لا بما فعل الله ، ف (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) بالله ، أو «يكفرون» بنعمة الله ، كفرا أو كفرانا قد تعنيهما «يكفرون».
صحيح أن مصب هذه الآيات ـ الأصيل ـ هم المشركون الوثنيون ، ولكن ساير المشركين كتابيين كانوا أو مسلمين أليسوا هم مبسلين بما كسبوا من تطرفات إلى الإشراك؟!.
سواء أكان إشراكا بتقديم شعائر تعبدية لأحد مع الله كأن يسجدوا أو يركعوا لغير الله احتراما فإنه اخترام لساحة الله ، أو بتقبل الحاكمية والشرعة من أحد مع الله؟.
(قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٧١) :
«قل» لهؤلاء الداعين من دون الله (أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ) من أو (ما لا يَنْفَعُنا) حتى ندعوه تحببا (وَلا يَضُرُّنا) حتى ندعوه تجنّبا (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا) من جاهلية الإشراك بالله.
(بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ) الّذي ينفعنا ويضرنا ، فمثلنا إذا في السقوط في هوّات الضلالة والمتاهة الحائرة المائرة (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ) من الجن والإنس «في الأرض» أرض المسؤولية والتكليف حالكونه «حيران»