والده غير المعني بأبيه (١).
و (... أَتَتَّخِذُ أَصْناماً) منكرة ، هي من صنع المصنوعين ، تتخذها «آلهة» كما الله ، إشراكا لها بالله ، (إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ) التابعين لك (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) يبين ضلاله لأصحاب الفطر والعقول.
هنا «أصناما» منحوتة بأيديهم وما أشبه من المصنوع ، تنكير لنكير الأصنام ، تنكيرا فطريا وعقليا بل وحسيا لاتخاذها آلهة ، فهو استفهام انكاري بأشده ، منقطع النظير بأشدّه ، يستأصل الأصنام وأضرابها عن كافة شؤون الألوهية.
(وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)(٧٥) :
«وكذلك» البعيدة المدى ، العميقة الصدى لملكوت الأصنام وما شابهها من السماوات والأرض (نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ...) حيث استطاع أن يتغلب في كلّ حقول الحجاج مع أبيه ومع قومه ومع نمرود الطاغية ليكون .. (وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) ونتيجة لهذه الإرادة الربانية (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ...).
أجل ، وكلما زادت رؤية ملكوت الكون وكيانه تعلقا بالله ، زاد الرائي يقينا أكثر بالله ، فلأن التعلق بالله درجات ، فملكوته أيضا في أنفس معتقديها درجات ، كلّما كان السلب أقوى وأعمق كان الإيجاب ـ على ضوءه ـ أعمق وأقوى ، بل ولا نصيب للخلق في معرفة الله إلّا مجالات
__________________
(١) راجع لتفصيل المبحث الى آية التوبة (١١٤) والممتحنة (٤) ج ٢٨ : ٢٧٥ وابراهيم (٤١) ج ١٣ ومريم (١٦ : ٣٣٣) تجد قولا فصلا حول أن آزر لم يكن والده عليه السلام ، ووجه التعبير بالأب عن غير الوالد في آيات عدة.