مرّ تفسيره في سورة الأعراف يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ كالبذور وَما يَخْرُجُ مِنْها كالزروع وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ كالامطار وَما يَعْرُجُ فِيها كالابخرة وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ لا ينفكّ علمه وقدرته عنكم بحال وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ فيجازيكم عليه.
(٥) لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ذكره مع الإعادة كما ذكره مع الإبداء لأنّه كالمقدّمة لهما وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ.
(٦) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ بمكنوناتها.
(٧) آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ من الأموال التي جعلكم الله خلفاء في التصرف فيها فهي في الحقيقة له لا لكم أو التي استخلفكم عن من قبلكم في تملّكها والتصرّف فيها وفيه توهين للإنفاق على النّفس فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وعد فيه مبالغات.
(٨) وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ أي عذر لكم في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه بالحجج والآيات وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ وقد أخذ الله ميثاقكم بالايمان قبل ذلك وقرئ على البناء للمفعول إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ لموجب ما فانّ هذا موجب لا مزيد عليه.
(٩) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ آياتٍ بَيِّناتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ من ظلمات الكفر الى نور الايمان وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ.
(١٠) وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا وأيّ شيء لكم في ان لا تنفقوا فِي سَبِيلِ اللهِ فيما يكون قربة إليه وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يرث كلّ شيء فيهما ولا يبقى لأحد مال وإذا كان كذلك فانفاقه بحيث يستخلف عوضاً يبقى وهو الثواب كان أولى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ بيان لتفاوت المنفقين والمقاتلين باختلاف أحوالهم من السبق وقوّة اليقين وتحرّي الحاجة وقسيمه محذوف لوضوحه ودلالة ما بعده عليه والفتح فتح مكّة إذ عزّ الإسلام به وكثر اهله وقلّت الحاجة الى