استثناء جميع اجزائه رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ متّصل بما قبل الاستثناء.
(٥) رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا بأن تسلّطهم علينا فيفتنونا بعذاب لا نتحمّله أو تشمتهم بنا.
في الكافي عن الصادق عليه السلام قال : ما كان من ولد آدم مؤمن الّا فقيراً ولا كافراً الّا غنيّاً حتّى جاء إبراهيم عليه السلام فقال رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا فصيّر الله في هؤلاء أموالاً وحاجة وفي هؤلاء أموالاً وحاجة وَاغْفِرْ لَنا ما فرط منّا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ومن كان كذلك كان حقيقاً بأن يجبر المتوكّل ويجيب الدّاعي.
(٦) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ تكرير لمزيد الحثّ على التأسّي بهم بإبراهيم ولذلك صدّر بالقسم وأكّد بما بعده لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ فاشعر بأنّ ترك التأسّي بهم ينبئ عن سوء العقيدة وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ.
(٧) عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ على ذلك وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ لما فرط منكم من موالاتهم من قبل ولما بقي في قلوبكم من ميل الرحم.
القمّيّ عن الباقر عليه السلام : انّ الله أمر نبيّه صلّى الله عليه وآله والمؤمنين بالبراءة من قومهم ما داموا كفّاراً فقال لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ إلى قوله وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قطع الله ولاية المؤمنين منهم وأظهروا لهم العداوة فقال عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً فلمّا أسلم أهل مكّة خالطهم أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وناكحوهم وزوّج رسول الله صلّى الله عليه وآله حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب.
(٨) لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ تقضوا إليهم بالعدل إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ العادلين