(١٥) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً ليّنة يسهل لكم السلوك فيها فَامْشُوا فِي مَناكِبِها في جوانبها أو جبالها قيل هو مثل لفرط التذلّل فان منكب البعير ينبو عن ان يطأه الرّاكب ولا يتذلّل له فإذا جعل الأرض في الذلّ بحيث يمشي في مناكبها لم يبق شيء منها لم يتذلّل وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ والتمسوا من نعم الله وَإِلَيْهِ النُّشُورُ المرجع فيسألكم عن ما أنعم عليكم.
(١٦) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ يعني الملائكة الموكّلين على تدبير هذا العالم وقرئ وأمنتم بقلب الهمزة الأولى واوا لانضمام ما قبلها وبقلب الثانية الفاً أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فيغيبكم فيها كما فعل بقارون فَإِذا هِيَ تَمُورُ تضطرب.
(١٧) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ان يمطر عليكم حصباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ كيف إنذاري إذا شاهدتم المنذر به ولكن لا ينفعكم العلم حينئذ.
(١٨) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ إنكاري عليهم بانزال العذاب وهو تسلية للرّسول صلّى الله عليه وآله وتهديد لقومه.
(١٩) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ باسطات اجنحتهنّ في الجوّ عند طيرانها فانهنّ إذا بسطنها صففن قوادمها وَيَقْبِضْنَ ويضممنها إذا ضربن بها جنوبهنّ وقتاً بعد وقت للاستعانة به على التحرك ما يُمْسِكُهُنَ في الجوّ على خلاف الطبع إِلَّا الرَّحْمنُ الواسع رحمته كلّ شيء إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ يعلم كيف ينبغي أن يخلقه.
(٢٠) أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ يعني أولم تنظروا في أمثال هذه الصنايع فتعلموا قدرتنا على تعذيبكم بنحو خسف أو إرسال حاصب أم هذا الذي تعبدونه من دون الله لكم جند ينصركم من دون الله أو يرسل عليكم عذابه فهو كقوله أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تمنعهم من دوننا وفيه إشعار بأنّهم اعتقدوا القسم الثاني إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ لا معتمد لهم.
(٢١) أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بإمساك المطر وساير الأسباب