المحصّلة والموصلة له إليكم بَلْ لَجُّوا تمادوا فِي عُتُوٍّ عناد وَنُفُورٍ وشراد عن الحقّ تنفر طباعهم عنه.
(٢٢) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ يعثر كلّ ساعة ويخرّ على وجهه لوعورة طريقه بحيث لا يستأهل ان يسلك أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا قائماً سالماً من العثار عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ مستوى الاجزاء والجهة صالح للسّلوك والمراد تمثيل للمشرك والموحّد بالسّالكين والدّينين بالمسلكين.
في الكافي والمعاني عن الباقر عليه السلام : القلوب أربعة قلب فيه نفاق وايمان وقلب منكوس وقلب مطبوع وقلب أزهر أنور قال فامّا المطبوع فقلب المنافق وامّا الأزهر فقلب المؤمن ان أعطاه الله عزّ وجلّ شكر وان ابتلاه صبر وامّا المنكوس فقلب المشرك ثمّ قرأ هذه الآية وذكر الرّابع.
وفي الكافي عن الكاظم عليه السلام : أنّه سئل عن هذه الآية فقال إنّ الله ضرب مثل من حاد عن ولاية عليّ عليه السلام كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراطٍ مستقيم والصراط المستقيم أمير المؤمنين عليه السلام.
(٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ لتسمعوا مواعظه وتنظروا الى صنايعه وتتفكّروا وتعتبروا قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ باستعمالها فيما خلقت لأجلها.
(٢٤) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ للجزاء.
(٢٥) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ أي الحشر إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يعنون النبيّ صلّى الله عليه وآله والمؤمنين.
(٢٦) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ أي علم وقته عِنْدَ اللهِ لا يطّلع عليه سواه وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ.
(٢٧) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً أي ذا قرب (١) سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بان عليها الكآبة
__________________
(١) يعني يوم بدر ، وقيل معاينة وقيل إن اللفظ ماضٍ والمراد به المستقبل.