الذي يوحي إليه الشيطان فيقول قل لشيطانك فلان قد عاذ بك فَزادُوهُمْ رَهَقاً فزادوا الجنّ باستعاذتهم بهم كبراً وعتوّاً والقمّيّ أي خسراناً يقال كان الجنّ ينزلون على قوم من الانس ويخبرونهم الاخبار التي سمعوها من السماء من قبل مولد رسول الله صلّى الله عليه وآله وكان الناس يكهنون بما أخبروهم الجنّ.
(٧) وَأَنَّهُمْ وانّ الانس ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أيّها الجنّ أو بالعكس أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً الآيتان امّا من كلام الجنّ بعضهم لبعض أو استيناف كلام من الله ومن فتح انّ فيهما جعلهما من الموحى به.
(٨) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ التمسناها اي طلبنا بلوغها أو خبرها فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً حراساً اسم جمع شَدِيداً قويّاً وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها وَشُهُباً جمع شهاب وهو المضيء المتولّد من النّار.
(٩) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ خالية عن الحرس والشهب صالحة للترصّد والاستماع فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً أي شهاباً راصداً له ولأجله يمنعه عن الاستماع بالرجم وقد مرّ بيان ذلك في سورة الحجر والصافّات.
وفي الاحتجاج عن الصادق عليه السلام في حديث : يذكر فيه سبب اخبار الكاهن قال وامّا اخبار السماء فانّ الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك وهي لا تحجب ولا ترجم بالنجوم وانّما منعت من استراق السمع لئلّا يقع في الأرض سبب يشاكل الوحي من خبر السماء ويلبس على أهل الأرض ما جاءهم عن الله لإثبات الحجّة ونفي الشبهة وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثمّ يهبط بها إلى الأرض فيقذفها إلى الكاهن فإذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحقّ بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر ممّا كان يخبر به فهو ما أدّاه إليه شيطانه ممّا سمعه وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة.
(١٠) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً خيراً.