(١٦) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً ثقيلاً.
(١٧) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً من شدّة هوله.
القمّيّ : من الفزع حيث يسمعون الصّيحة قال يقول كيف ان كفرتم تتّقون ذلك اليوم.
(١٨) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ (١) منشقّ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً.
(١٩) إِنَّ هذِهِ الآيات الموعدة تَذْكِرَةٌ عظة فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً أي تقرّب إليه بسلوك التقوى.
(٢٠) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وقرئ ونصفه وثلثه بالنّصب وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يعلم مقادير ساعاتهما كما هي إلّا الله عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ ان لن تحصوا تقدير الأوقات أو لن تستطيعوا ضبط السّاعات فَتابَ عَلَيْكُمْ بالترخيص في ترك القيام المقدّر ورفع التبعة فيه فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ فصلّوا بما تيسّر عليكم من القراءة.
في المجمع عن الرضا عن أبيه عن جدّه عليهم السلام قال : ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السرّ.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : في قوله تعالى إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ ففعل النبيّ صلّى الله عليه وآله ذلك وبشّر النّاس به فاشتدّ ذلك عليهم وعَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ وكان الرجل يقوم ولا يدري متى ينتصف اللّيل ومتى يكون الثلثان وكان الرّجل يقوم حتّى يصبح مخافة أن لا يحفظه فأنزل الله إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ إلى قوله عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ يقول متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الآية فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ واعلموا انّه لم يأت نبيّ قطّ الّا خلا بصلاة اللّيل ولا جاء نبيّ قطّ بصلاة اللّيل في أوّل اللّيل عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى استئناف يبيّن حكمة أخرى مقتضية للترخيص والتخفيف وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ
__________________
(١) الهاء تعود إلى اليوم ، وهذا كما يقال فلان بالكوفة.