عليه السلام فتبعهما الناس إلى أن انتهوا الى باب عليّ عليه السلام فخرج عليهم غير مكترث لما هم فيه فمضى واتبعه الناس حتّى انتهوا الى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة فقال لهم عليّ (ع) كأنّكم قد هالكم ما ترون قالوا وكيف لا يهولنا ولم نر مثلها قطّ قال فحرّك شفتيه ثمّ ضرب الأرض بيده الشريفة ثمّ قال ما لك اسكني فسكنت بإذن الله فتعجّبوا من ذلك أكثر من تعجّبهم الأوّل حيث خرج إليهم قال لهم فانّكم قد عجبتم من صنيعي قالوا نعم قال انا الرجل الذي قال الله إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها فانا الإنسان الذي يقول لها ما لك يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ايّاي تحدّث.
وفي المجمع جاء في الحديث : انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : أتدرون ما أَخْبارَها قالوا الله ورسوله أعلم قال أخبارها أن تشهد على كلّ عبد وأمة بما عمله على ظهرها تقول عمل كذا وكذا فهذه أخبارها.
(٥) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها أي تحدّث بسبب ايحاء ربّك لها أو بإيحاء ربّك لها.
(٦) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ (١) من في القبور الى الموقف أَشْتاتاً متفرّقين بحسب مراتبهم القمّيّ قال : يجيئون أشتاتاً مؤمنين وكافرين ومنافقين لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ قال ليقفوا على ما فعلوه.
(٧) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ.
(٨) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ وقرئ يُره بضمّ الياء فيهما.
ورواها في المجمع عن عليّ عليه السلام قيل هي أحكم آية في القرآن وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يسمّيها الجامعة.
والقمّيّ عن الباقر عليه السلام : هذه الآية فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ قال
__________________
(١) أي يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض متفرقين أهل الإيمان على حدّة وأهل كل دين على حدة.