نأله فيه فأنزل الله تبارك وتعالى قُلْ هُوَ فالهاء تثبيت للثابت والواو إشارة إلى الغائب عن درك الأبصار ولمس الحواس وانّه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الأبصار ومبدع الحواس.
ثمّ قال عليه السلام : اللهُ معناه المعبود الّذي الِهَ الخلق عن درك ما يأتيه والإحاطة بكيفيّته ويقول العرب اله الرّجل إذا تحيّر في الشّيء فلم يحط به علماً وله إذا فزع الى شيء ممّا يحذره ويخافه والاله هو المستور عن حواس الخلق.
قال عليه السلام : الأحد الفرد المتفرّد والأحد والواحد بمعنى واحد وهو المتفرّد الذي لا نظير له والتوحيد والإقرار بالوحدة وهو الانفراد والواحد المباين الذي لا ينبعث من شيء ولا يتّحد بشيء ومن ثمّ قالوا إنّ بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد لأنّ العدد لا يقع في الواحد بل يقع على الاثنين فمعنى قوله تعالى اللهُ أَحَدٌ أي المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيّته فرد بالهيّته متعال عن صفات خلقه.
قال عليه السلام وحدّثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام انّه قال : الصَّمَدُ الذي لا جوف له والصمد الذي قد انتهى سودده والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب والصمد الذي لا ينام والصمد الدائم الذي لم يزل ولا يزال.
قال عليه السلام : كان محمّد بن الحنفيّة يقول الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره وقال غيره الصمد المتعالي عن الكون والفساد والصمد الذي لا يُوصف بالتّغاير.
قال عليه السلام : الصَّمَدُ السيّد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه.
قال وسئل عليّ بن الحسين عليهما السلام عن الصَّمَدُ فقال : الصمد الذي لا شريك له ولا يؤده حفظ شيء ولا يعزب عنه شيء.
قال الرّاوي قال زيد بن عليّ عليه السلام : الصَّمَدُ الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها اضداداً واصنافاً واشكالاً وازواجاً وتفرّد بالوحدة بلا ضدّ ولا شكل ولا مثل ولا ندّ.