بالكلام أو يتوجّه إليهم وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ حيث اقتصر على النصح والتقريع لهؤلاء المسيئين الأدب التاركين تعظيم الرسول.
(٦) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا فتعرّفوا وتفحّصوا وقرئ بالثاء المثلثة والباء الموحدة من التثبت.
ونسبها في المجمع الى الباقر عليه السلام يعني فتوقّفوا حتّى يتبيّن الحال أَنْ تُصِيبُوا كراهة أصابتكم قَوْماً بِجَهالَةٍ جاهلين بحالهم فَتُصْبِحُوا فتصيروا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ مغتمّين غمّاً لازماً متمنّين انّه لم يقع.
روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله : بعث وليد بن عقبة مصدّقاً الى بني المصطلق وكان بينه وبينهم احنَة فلمّا سمعوا به استقبلوه فحسبهم مقاتليه فرجع وقال لرسول الله صلّى الله عليه وآله قد ارتدّوا ومنعوا الزّكاة فَهَمَّ بقتالهم فنزلت ويؤيّد هذه الرواية ما في الاحتجاج عن الحسن المجتبى عليه السلام في حديث قال : وامّا أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما ألومك ان تبغض عليّاً وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة وقتل أباك صبراً بيده يوم بدر أم كيف تسبّه فقد سمّاه الله مؤمناً في عشر آيات من القرآن وسمّاك فاسقاً وهو قوله إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا الآية.
والقمّيّ : نزل في عائشة حين رمت مارية القبطيّة واتّهمتها بجريح القبطي فأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله بقتل جريح ليظهر كذبها وترجع عن ذنبها وقد مضى قصّتها في سورة النّور.
(٧) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ لوقعتم في العنت وهو الجهد والهلاك وفيه اشعار بأنّ بعضهم أشار إليه بالإيقاع ببني المصطلق وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ قيل هو خطاب للمؤمنين الذين لم يفعلوا ذلك ولم يكذّبوا لغرضهم الفاسد تحسيناً لهم وتعريضاً بذمّ من فعل.
وفي المجمع عن الباقر عليه السلام : الْفُسُوقَ الكذب.