الثاني رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ يعني الأوّل.
(٢٨) قالَ أي الله لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَ أي في موقف الحساب فانّه لا فائدة فيه وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسُلي فلم يبق لكم حجّة.
(٢٩) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ بوقوع الخلف فيه وعفو بعض المذنبين لبعض الأسباب ليس من التبديل لأنّه انّما يكون عمّن قضى بالعفو عنه فهو أيضاً ممّا لا يبدّل لديه وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ فاعذّب من ليس لي تعذيبه.
(٣٠) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ وقرئ بالياء هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ قيل سؤال وجواب جيء بهما للتخييل والتصوير والمعنى انّها مع اتساعها تطرحُ فيها الجنّة والنّاس فوجاً فوجاً حتّى تمتلي لقوله لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ* وانّها من السعة بحيث يدخلها من يدخلها وفيها بعد فراغ وانّها من شدّة زفيرها وحدّتها وتشبّثها بالعصاة كالمستكثر لهم والطّالب لزيادتهم والقمّيّ قال هو استفهام لأنّ الله وعد النار ان يملأها فتمتلي النّار ثمّ يقول لها هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ على حدّ الاستفهام اي ليس في مزيد قال : فتقول الجنّة يا ربّ وعدت النّار ان تملأها ووعدتني ان تملأني فلم تملأني وقد ملأت النار قال فيخلق الله يومئذ خلقاً فيملأ بهم الجنّة فقال أبو عبد الله عليه السلام : طُوبى لَهُمْ لم يروا غموم الدنيا وهمومها.
(٣١) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ قربت لهم غَيْرَ بَعِيدٍ مكاناً غير بعيد القمّيّ أزلفت اي زيّنت غير بعيد قال بسرعة.
(٣٢) هذا ما تُوعَدُونَ على إضمار القول وقرئ بالياء لِكُلِّ أَوَّابٍ رجّاع إلى الله بدل من لِلْمُتَّقِينَ باعادة الجارّ حَفِيظٍ حافظ لحدوده.
(٣٣) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ.
(٣٤) ادْخُلُوها يقال لهم ادْخُلُوها بِسَلامٍ سالمين من العذاب وزوال النعم أو مسلّماً عليكم من الله وملائكته ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ.
(٣٥) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ وهو ما لا يخطر ببالهم ممّا لا عين رأت