ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر القمّيّ قال النظر إلى رحمة الله وقد مضى في سورة السجدة ولقمان عليه السلام حديث في معنى هذه الآية.
(٣٦) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ قبل قومك مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً قوّة كعاد وثمود فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ فخرقوا البلاد وتصرّفوا فيها أو جالوا في الأرض كلّ مجال وأصل التنقيب التنقير عن الشيء والبحث عنه هَلْ مِنْ مَحِيصٍ لهم من الله أو من الموت
(٣٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أي قلب واع يتفكّر في حقائق
في الكافي عن الكاظم عليه السلام في حديث هشام : يعني عقل أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ او أصغى لاستماعه وَهُوَ شَهِيدٌ حاضر بذهنه ليفهم معانيه وفي تنكير القلب وإبهامه تفخيم واشعار بأنّ كلّ قلب لا يتفكّر ولا يتدبّر كلا قلب.
في المعاني عن أمير المؤمنين عليه السلام : انا ذو القلب ثمّ تلا هذه الآية في حديث له.
(٣٨) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ مرّ تفسيره مراراً وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ من تعب واعياء وهو ردّ لما زعمت اليهود من انّه تعالى بدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العرش.
وفي روضة الواعظين روي : انّ اليهود أتت النبيّ صلّى الله عليه وآله فسألته عن خلق السماوات والأرض فقال خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال وما فيهنّ يوم الثلاثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة قالت اليهود ثمّ ما ذا يا محمّد قال ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ قالوا قد أصبت لو أتممت قالوا ثمّ استراح فغضب النبيّ صلّى الله عليه وآله غضباً شديداً فنزلت وَلَقَدْ خَلَقْنَا الآية.
(٣٩) فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ما يقول المشركون من وصف الحقّ بما لا يليق بجنابه وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ونزّهه عن الوصف بما يوجب التشبيه حامداً له على ما أنعم عليك من اصابة الحقّ وغيرها قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ يعني الفجر