بجميع الآيات (١) ومنها آية مضت من طه نفسها (٢).
«آياتنا» هنا وفي سواها تعني التسع التي أرسل بها موسى الى فرعون وملإه على طول الخط ، لا فحسب في بداية الرسالة : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ فَسْئَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ. إِذْ جاءَهُمْ فَقالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يا مُوسى مَسْحُوراً. قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً) (١٧ : ١٠٢) (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ. فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (٢٧ : ١٣).
واما «كلها» فقد تعني كل التسع المقررة للطاغية ، ام انها نماذج من كافة الآيات البصرية التي أعطيها رسل الله ، مهما اختلفت عنها اشكالها ام توافقت ، ام انها مثلثة الآيات ، على التوحيد والنبوة والمعاد ، عقلية بصيرية وحسية بصرية ، ف «كلها» هي الكل الجمعي ، دون استغراق الأفراد منها ، موزّعة على كافة الرسل.
«فكذب» بها «وابى» عنها ، ناسبا لها الى سحر دونما أية برهنة :
(قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى ٥٧ فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً) ٥٨.
هنا «بسحرك» دليل انه أراه من آيات الله ، فيهدده : (فَلَنَأْتِيَنَّكَ
__________________
(١) «ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ فَظَلَمُوا بِها ..» (٧ : ١٠٣) (١٠ : ١٠) و (١١ : ١٢).
(٢) وهي «اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي» فانه ذهاب رسالي الى فرعون وملائه ككل ، دون بدايتها حتى تخص بالآيتين النموذجيتين.