انه (صلّى الله عليه وآله وسلم) الطهارة القمة فهو «ط» (١) وهو الهداية القمة فهو «ه» وذلك بعصمة إلهية بما اصطنعه ربه واصطنع هو نفسه ، فتكفيه ما فرض عليه ربه في بعدي العبودية والدعوة دون زيادة وعبء فيه شقوة ، فيا له من مكرمة ربانية شغفا بالغا في تحقيق عدّة العبودية وتطبيق المسئولية في الدعوة ، لحدّ يقول له ربه قف يا (طه. ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى. إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) وأنت اوّل العابدين وسيد المرسلين وإمام الأولين والآخرين.
أم انه «طالب الحق الهادي إليه» (٢) فكذلك الأمر ، حيث الطلب بالعبودية لاصطناع نفسه والهداية لاصطناع غيره.
وأما ان «طه» كلمة معربة عن لغة «عك» او النبطية او الحبشية او السريانية (٣) فغير وجيه ولا صحيح ، ومعناها فيها «يا رجل» فكيف يخاطب اوّل العابدين وسيد المرسلين ب «يا رجل» وهو رسول ونبي في ساير القرآن؟ ومع الغض عن ذلك الغض في مكانته فلما ذا لم يأت «يا رجل» في صيغته العربية ، انتقالا الى لغة اجنبية غير بهية؟!.
ولا أنه بمعنى «طأ» قلبا لهمزته هاء ، قلبا لرجله الى الأرض بعد
__________________
(١) البرهان تفسير الثعلبي في «طه» قال جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) طهارة اهل بيت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ثم قرأ آية التطهير.
(٢) نور الثقلين ٣ : ٣٦٧ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه واما طه فاسم من اسماء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ومعناه يا طالب الحق الهادي اليه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى بل لتسعد» أقول : علّ التاء هنا مفتوحة ومضمومة حملا على بعدي السعادة لنفسه والإسعاد لغيره.
(٣) وهي مروية على الترتيب عن الكلبي وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة كما في الدر المنثور.