موسى شيء يقال له سامرة ولا سامري الا الذي ملك بعد سليمان بخمسين سنة (١).
وهامشم العربي في تذييلاته المستقلة (٥٥) بعد تصديقه لذلك التكذيب يقول : لا منشأ للتسمية بالسامري الى ان اشترى الملك عمري ملك إسرائيل جبل السامرة من شامر بوزنتين وبني على الجبل ودعى المدينة التي بناها باسم شامر السامرة فالقرآن يعزي صنعة العجل الذهبي الى رجل من مدينة سامرة المبنية بعد موسى زهاء خمسمائة وسبعين سنة!.
ولكنهما غفلا عن تصريحات التوراة ان واحدا من ولد يساكر بن يعقوب كان يسمى شمرون (تك ٤٦ : ١٣) وان جما غفيرا من ولد شمرون وعشيرته كانوا مع موسى وهم وقتئذ يبلغون الألوف (عد ٢٦ : ٢٣).
وعربية القرآن تقتضي تعريب اللغات غير العربية فيه ومنها الشمروني حيث عربت الى السامري ، والجمعية الرسالية تتحاشى عن ان يكون الشمروني هو السامري صانع العجل جهلا او تجاهلا بالحقيقة ، في حين تصادق على ان هارون هو الذي صنع العجل!.
(فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) ٨٦.
(فَرَجَعَ مُوسى) من فوره (إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ) عليهم من فعلتهم «أسفا» على ذلك وعلى إعجاله عنهم (قالَ بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي) (٧ : ١٥٥) وذلك الأسف والغضب والتنديد لم يخص فقط هؤلاء الذين عبدوا العجل ، بل والذين سكتوا عن فعلتهم ، وحتى هرون الذي منعهم
__________________
(١) في ج ١ ص ٣٧ من كتاب جمعية الهداية.