(فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ) الله و «نسي» الاستدلال بحدث الأجسام على استحالة الوهيتها.
و «نسي» انه هو الذي أخرجه ، فهو الخالق له فكيف أصبح إلهه وإله سائر الحضور مع موسى ، وقد كان ـ إذا ـ هو أحرى بدعوى الألوهية وليس له ، فان موسى عمل ما هو اولى وأعلى من خوارق العادة ولم تثبت له الوهية.
«فنسي» آيات الله الكبرى التي أويتها موسى من ثعبان العصا واليد البيضاء ، نسيان التجاهل التناسي.
والنص يساعد نسيان السامري وموسى ، ولكنه في نسيان موسى نقل لكلامهم ، وفي نسيان السامري هو كلام الله ، والمعنيان معنيّان حيث يتحملها اللفظ ويناسبهما المعنى.
(أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) ٨٩.
هب ان العجل الذهبي خار وهو جسد ، فما هو فضله على العجل الحيوان؟ وهب ان خوار العجل الجسد خارقة؟ فقد سبق لكم ان الله أحيا لكم بقرة وهو خارقة أعظم ، وقلب عصى موسى حية تسعى ويده بيضاء من غير سوء ، وفرق بكم البحر ، فهل ان خوار العجل الجسد أفضل من كل ذلك؟ وإن كان يدل على شيء فليدل على ما دلت عليه هذه الآيات ، ام وهي فتنة شر فليجتازوها بخير.
ثم (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) لا قولا منه يفهم ، ولا اجابة لقولة الدعاء ، فكيف هو آله يعبد ولا يستطيع قولا بدء ولا رجعا ، وأنتم لكم القول بادئا وراجعا ، فليعبدكم العجل ـ إذا ـ لو جاز ، دون ان تعبدوه ، فأنتم الذين شاركتم في صنعه بحليّكم ، والسامري صنعه بحيلته