فبالفعل «اخرج (لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) وهم في بلاهة فكر وبلادة روح ، وعقل معقول بحب الزينة ، وقلب مقلوب (فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ).
هب انه «إلهكم» فكيف هو «إله موسى» وقد ذهب لمناجاته بمواعدته؟.
إنه إلهة وقد ضل عنه فراح يبحث عنه على الجبل «فنسي» انه هنا لا هناك!.
ام «فنسي» السامري الله الذي أنقذهم من آل فرعون وأنعم عليهم بما لا يحصى ، فعكف على العجل الذهبي واعكفهم عليه وأضلهم لحد
__________________
ـ فأوحى الله تبارك وتعال اليه : ان تلك فتنتني فلا تفحص عنها.
وفي البحار ١٣ : ٢٢٧ شي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) قال : لما ناجى موسى (عليه السلام) ربه اوحى الله اليه ان يا موسى قد فتنت قومك قال : وبماذا يا رب؟ قال : بالسامري ، قال : وما فعل السامري؟ قال : صاغ لهم من حليهم عجلا قال : يا رب ان حليّهم لتحتمل ان يصاغ منه غزال او تمثال او عجل فكيف فتنتهم؟ قال : انه صاغ لهم عجلا فخار ، قال : يا رب ومن أخاره؟ قال : أنا ، فقال عندها موسى (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ) ، قال : فلما انتهى موسى الى قومه ورآهم يعبدون العجل القى الألواح من يده فتكسرت فقال ابو جعفر (عليه السلام) كان ينبغي ان يكون ذلك عند اخباره الله إياه ، قال : فعمد موسى فبرد العجل من انفه الى طرف ذنبه ثم أحرقه بالنار فذره في اليم ، قال : فكان أحدهم ليقع في الماء وما به اليه من حاجة فيتعرض بذلك للرماد فيشربه وهو قول الله (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) وفيه ص ٢٢٩ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية فقال موسى يا رب ومن أخار الصنم فقال الله انا يا موسى أخرته فقال موسى : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ) ....
وفيه ص ٢١٠ عن تفسير القمي زيادة قوله تعال : انا لما رأيتهم قد ولوا عني الى العجل أحببت ان أزيدهم فتنة ...