وترى ذلك العجل الجسد أخرجه لهم السامري فمن اين «له خوار» والجسد ليس له خوار؟ فهل الخوار من السامري؟ وكيف يكون للإنسان خوار ـ مهما احتال ـ من دبره الى فمه! و «له خوار» ينسبه الى العجل الجسد نفسه دون السامري ، والا كان حق البيان «فخار فيه»! ام انه من فعل الله؟ والله لا يضل ولا سيما هكذا مستضعفين في العقلية والعقيدة!.
قد يكون «له خوار» ان جعل دبره في مهب الريح فصوتت من فمه كما الخوار؟ ولكنه صوت الريح ، وليس خوار العجل لحد يشبه العجل الحي! ثم «له خوار» مطلق لا يخصه بوضع خاص!.
قد يلمح «انا فتنا قومك من بعدك» ان خواره كان من فعل الله فتنة لهم ليظهر مكنون حمقهم من عمقهم ، وليس من البعيد وكما قال موسى : بعد ما (أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغافِرِينَ) (٧ : ١٥٥)(١).
__________________
ـ قال : صاغ لهم عجلا جسدا له خوار ، قال : الهي! هذا السامري صاغ لهم العجل فمن نفح فيه الروح حتى صار له خوار؟ قال : انا يا موسى ، قال : فبعزتك ما أضل قومي احد غيرك قال : صدقت قال يا حكيم الحكماء لا ينبغي حكيم ان يكون احكم منك.
وفيه اخرج الفريابي ، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن علي رضي الله عنه قال : لما تعجل موسى الى ربه عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي بني إسرائيل فضربه عجلا ثم القى القبضة في جوفه فإذا هو عجل جسد له خوار فقال لهم السامري هذا إلهكم واله موسى.
أقول في الحديثين مواضع من مجال النظر فتأمل قياسا الى المستفاد من القرآن.
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٨٨ في محاسن البرقي بسند عن أبي جعفر (عليه السلام) ان فيما ناجى الله به موسى ان قال : يا رب هذا السامري صنع العجل ، الخوار من صنعه؟ ـ