نساءكم وبينكم وبناتكم وأتوني بها. فنزع كل الشعب اقراط الذهب التي في آذانهم وأتوا بها الى هرون. فأخذ ذلك في أيديهم وصوره بالازميل وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل التي اصعدتك من مصر. فلما نظر هارون بنى مذبحا أمامه ، ونادى هارون وقال غدا عيد للرب ، فكبروا في الغد واصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب» (١ : ٦).
هكذا تتهم التوراة هارون عليه السلام ثم يعترض علماء العهدين على القرآن ان نسب صنعة العجل الى السامري لشبهة لغوية واهية!.
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ) ٨٨.
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ) السامري بما ألقاه وقذفوا «عجلا» وطبعا بما أذاب الحلي فصنع لهم عجلا ذهبيا ، ومهما لم ندر من هو السامري ندري انه كان من صنّاع التماثيل والأصنام ، عارفا ـ بجنب صنعه ـ هكذا تدليس وتلبيس لحد يتمكن من إضلال ذلك الحشد الكبير ، وفيهم هارون وقلة قليلة من المخلصين لم يقدروا على صده وايقافه لحدّه.
و «جسدا» هنا تخرج العجل عن كونه حيا ، و «له خوار» وهو صوت العجل تثبت له صوته ، فما كان ـ إذا ـ له من آثار الحياة إلا خوار ، فالروايات القائلة ان الله أحياه فتنة لهم مطروحة (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٠٤ ـ اخرج ابن مردويه عن وهب بن مالك عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : ان الله لما وعد موسى ان يكلمه خرج للوقت الذي وعده فبينما هو يناجي ربه إذ سمع خلفه صوتا فقال : الهي! اني اسمع خلفي صوتا ، قال لعل قومك ضلوا ، قال : إلهي من أضلهم به قال : السامري ، قال : كيف أضلهم؟ ـ