وفساد التعدد من ناحية الذات والصفات من اخرى.
ومما يصفون «ربّ العرش» بجنب ان له شركاء ، انه جالس على عرشه كسائر الجلوس على العروش ، ولكن الألوهية نفسها ثم الربوبية للعرش ، هما يزيفان هذه القولة الزائفة ، فهو الذي يربي العرش ويحمله دون ان يحمله العرش!.
ومن ذلك سؤاله عما يفعل كأنه يخطل او يجهل او يغفل ولكنه :
(لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) ٢٣.
طالما اصحاب العروش من الخلق يسألون عما يفعلون لنقص في التقدير والتدبير بقصور او تقصير ، حيث تملكهم العروش ويملكهم سوء التدبير ، ولكن رب العرش وهو رب كل شيء ، انه عليم حكيم قدير ، لا يفعل ما يفعله إلا عن حكمة وتدبير ، رحمة ناصعة بارعة على كل صغير وكبير ، فلما ذا يسأل إذا؟ سبحان العلي الكبير! اجل ، ان رب العرش (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) ـ
«لأنه لا يفعل إلا ما كان حكمة وصوابا وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شيء مما قضى كفر ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤١٩ في كتاب التوحيد باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) يا بن رسول الله انا نرى الأطفال منهم من يولد ميتا ومنهم من يسقط غير تام ومنهم من يولد أعمى واخرس وأصم ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط الى الأرض ومنهم من يبقى الى الاحتلام ومنهم من يعمر حتى يصير شيخا فكيف ذلك وما وجهه؟ فقال (عليه السلام) : ان الله تبارك وتعالى اولى بما يدبره من امر خلقه منهم وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فانما منعه ما ليس له ومن عمره فانما أعطاه ما ليس له فهو ـ