سَوْءٍ فاسِقِينَ (٧٤) وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (٧٦) وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ) (٧٧)
سرد لقصص من بعض المرسلين وما لا قوة وذاقوه من بأس المكذبين ، وما نصرهم الله عليهم والعاقبة للمتقين ، تسلية لخاطر الرسول الأقدس تأسيا بسنن المرسلين.
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ ٤٨ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) ٤٩.
«الفرقان» هو آية الرسالة الحقة المعبّر عنه هنا في التورات ب (ضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) : (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٢ : ٥٣) فليست التوراة بنفسها آية وفرقانا بين حق الدعوى وباطلها ، وانما هو القرآن الذي هو بنفسه فرقان وضياء وذكر للمتقين ، ولذلك يعقبها كلها ب (هذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ) ، ففرقان موسى هو ثعبان العصا واليد البيضاء واضرابهما من آيات الله الكبرى ، وفرقان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو القرآن : (وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ) (٣ : ٤) ـ (تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً) (٢٥ : ١).