حياة البدن؟.
ولكنها حالة ابراهيمية تقتضي البرد والسلام ، لا القالة الربانية ، وهي على أية حال لا تقتضي البرد مهما اقتضت زوال الحرّ ، فان قصارى هذه الحالة ألّا يتأثر بحر النار ، لا ان تبدّل بردا وسلاما!.
وكالقول ان في ذلك تضادا في النار لحالة واحدة ، انها محرقة كل محترق سوى ابراهيم ، وكما أحرقت وثاقه الملقى به في النار ولم تحرق نفسه (١).
وليس في نسبية الإحراق تضاد التناقض حتى يكون من المحال ، وما سواه ممكن بجنب القدرة الإلهية على أية حال ، كما الزمهرير في النار والنار معه لا يتناحران.
أو انه ألبس قميصا من صنيع الله هو ضد الحرارة (٢) ولا بأس به حيث الخارقة الإلهية لا تخرق ضوابط العلية والمعلولية ، وانما تقفزها قفزة لا يستطيعها إلا الله ، ولكن القميص ضد الحرارة لا يمنع المواضع الخارجة عنه ، فعلى أية حال كوّنت النار على ابراهيم بردا وسلاما بما أراد الله بقميص وغير قميص!.
(وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ) ٧٠.
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٣٢٢ ـ اخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن كعب قال : ما أحرقت النار من ابراهيم إلا وثاقه وفي نور الثقلين ٣ : ٤٣٩ ـ القمي عن الصادق (عليه السلام) في حديث النار فإذا هم بإبراهيم مطلقا من وثاقه ...
(٢) بحار الأنوار ١٢ : ٤٠ تفسير الإمام ١١٥ قال الإمام قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في احتجاجه على اليهود بمحمد وآله الطيبين نجىّ الله تعالى نوحا من الكرب العظيم ، وبرد الله النار على ابراهيم وجعلها عليه بردا وسلاما ومكنه في جوف النار على سرير وفراش وثير لم ير ذلك الطاغية مثله لأحد من ملوك الأرض وأنبت من حواليه من الأشجار الخضرة النضرة النزهة وغمر ما حوله من انواع النور بما لا يوجد الا في فصول اربعة من السنة.