وأئمة ونبيين ، فهذه الهبة تحلّق على كافة الرسالات والقيادات المعصومة منذ إسماعيل وإسحاق ويعقوب إلى كافة المرسلين الاسماعيليين والاسرائيليين ، وهاتان الرسالتان هما كل خطوط الرسالات الإلهية منذ ابراهيم الى يوم الدين.
ويا لها من هبة عظيمة قائمة الأصول ، منتشرة الفروع ، حيث تشمل كافة الرسالات والإمامات ، اصالة في الاسماعيلية المحمدية مهما كانت خاتمتها ، وفرعا في الإسحاقية الاسرائيلية ، مهما كانت من بدايتها ، هكذا :
(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) (٧٣).
و «هم» في ذلك الجعل العظيم : ابراهيم وإسماعيل ومحمد والمعصومون من عترته ، كذلك وإسحاق ويعقوب والمرسلون من عترته ، مهما اختلفت درجات الإمامة والهداية بأمر الله بينهم ، فمنهم أئمة اربعة من اولى العزم من الرسل محمد وابراهيم وموسى وعيسى ، ثم الاثنى عشر المحمديون ، وهم في درجته العليا إلّا الوحي ، ومن ثم إسماعيل وإسحاق والرسل الاسرائيليون.
فحين يفسّر «هم» بأئمتنا المعصومين (١) فهو تفسير باصدق المصاديق
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٤٤١ في كتاب المناقب عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) حديث طويل في فضل علي وفاطمة (عليهما السلام) وفيه قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة ، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك الى طاعتك ويأمران بما يرضيك وفيه في اصول الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ان الأئمة في كتاب الله عز وجل امامان قال الله تبارك وتعالى (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) لا بأمر الناس ، يقدمون ما امر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم قال : وجعلناهم أئمة يدعون الى النار ـ يقدمون أمرهم قبل امر الله ـ