... «مبعدون» عابدين ومعبودين ، وسابق الحسنى وسابغة الأحرى هو للملائكة والنبيين ، من عبدوا من دون الله وسواهم على سواء ، فانما حصب جهنم هو للدّاعي الى نفسه كإله ، والمتقبل ان يعبد من دون الله وان لم يدع الى نفسه صراحا ، والعابد من دون الله ، فذلك
__________________
ـ الله وهو قوله تعالى : ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ، لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ، وقوله : حصب جهنم يقول يقذفون فيها قذفا وقوله : (أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) «ويعني الملائكة وعيسى بن مريم (عليهما السلام).
وفيه عن قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال : ان الله تبارك وتعالى ياتي يوم القيامة بكل شيء يعبد من دونه من شمس او قمر او غير ذلك ثم يسأل كل انسان عما كان يعبد فيقول كل من عبد غير الله : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) ، قال : فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون الى النار ما خلا من استثنيت فأولئك عنها مبعدون.
واخرج مثله في الدر المنثور ٤ : ٣٣٨ بألفاظ عدة يجمعها ذلك الاستثناء ، ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال جاء ابن الزبعري الى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فقال : تزعم ...
وفي تفسير البرهان ٣ : ٧٢ عن محمد بن العباس عن النعمان بن البشير قال : كنا ذات ليلة عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) سمارا إذ قرأ هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) فقال : انا منهم وأقيمت الصلاة قريب وهو يقول : (لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) ثم كبر للصلاة ، ورواه ايضا صاحب كشف الغمة عن النعمان بن بشير.
وفي تعليقات احقاق الحق ٣ : ٣٩٠ عن أبي حيان الاندلسي وروي ان عليا كرم الله وجهه قرء هذه الآية ثم قال : انا منهم (بحر المحيط ٢٦ : ٣٤٢) وممن أخرجه الترمذي في مناقب مرتضوي (٥٩) والآلوسي في روح المعاني ١٧ : ٨٩ والبيضاوي ٣ : ١٠٠.