عبوديته ل (إِنَّنِي أَنَا اللهُ) وانحصارها فيه حيث (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) والعبودية وهي خالص الخضوع والخشوع للمعبود لا تحق إلا لخالق الوجود ومدبر كل موجود ، وهو هو الله الخالق المدبر (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٧ : ٥٤).
فالألوهية الوحيدة هي قوام العقيدة وقضية العمل وفقها ، والعبادة تشملها توجها الى الله الواحد في كل نشاطات الحياة وواجهاتها ، فليكن العبد بشراشره ظاهرة وباطنة عبد الله وتعبدا في الله ، وليست العبودية الا بعد المعرفة حيث تتبناها في البداية ثم زائد المعرفة تتبنى العبودية كما تتبنى سائر وسائلها.
ولان الصلاة هي قمة العبودية وعمود الدين العبادة ، لذلك تختص بالوصية بعد مطلق العبودية : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) فيا لهذا الوحي الحبيب من طلاوة ، وفي تلاوته من حلاوة ، حيث يؤثر فيمن يحمل غضاضة بكل هزازة وهو الخليفة عمر حيث يأخذ سيفه ليقتل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه صبأ وأصبأ معه جماعة آخرين ، فلما يقرأ طه الى هنا يؤمن! (١) اجل (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا).
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٩٢ ـ اخرج ابن سعد وابو يعلي والحاكم والبيهقي في الدلائل عن انس قال : خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له اين تغدو يا عمر قال : أريد ان اقتل محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة فقال له عمر ما أراك الا قد صبوت وتركت دينك قال أفلا ادلك على العجب ان أختك وختنك قد صبوا وتركا دينك فمشى عمر حتى أتاهما وعندهما خباب فلما سمع خباب بحسّ عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال ما هذه الهيمنة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرؤن طه فقالا ما عدا حديثا تحدثنا به قال فلعلكما قد صبوتما فقال له ختنه يا عمران كان الحق في غير دينك فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها فنفحها نفخة بيده فدمى وجهها فقال عمر اعطوني ـ