لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) ثم ذهابا الى فرعون وهو رأس الزاوية في متاهة الضلالة ، ومن ثم اثنتي عشرة آية أخرى يتطلب فيها موسى من ربه شرح صدره ، وتيسير أمره ، وحل العقدة من لسانه ، وشد أزره بوزير من اهله تكملة لأمره.
فقد فصّلت الأصول الثلاثة هنا لك بعد ما أجملت ، خلال ثلاث وعشرين آية ، عرضا موجزا عن كل الرسالة الموسوية وكافة الرسالات فانها سلسلة موصولة في خيوطها وخطوطها على مدار الزمن الرسالي إذ (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ).
«انني» لا سواي (أَنَا اللهُ) لا سواي (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) لا سواي ، توحيدا في كافة جنبات الالوهية والربوبية.
وهذه هي قضية الحضور في الوحي ، تعريف المسمى الحاضر باسمه في توحيده ، تعريفا للذات بوصف الاسم ، لا تعريف الاسم بوصف الذات ، فالنص (إِنَّنِي أَنَا اللهُ) لا «ان الله انا».
فالله ذاته هو حاضر بذاته ، يعرف نفسه باسمه الذي يخطؤه الجاهلون الى سواه : «انني انا» المسمى ب «الله» لا سواي ، ف (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (١٩ : ٦٥)؟
وهنا بعد اثبات انه هو الله دون سواه ، إذا ف (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) لان الكل غير الله ، فكيف يشرك غير الله بالله ، والالوهية الاصيلة خاصة بالله كما يعترف بها المشركون ، ولكنهم يشركون به من لا يسمونهم باسم الله ، وانما آلهة دون الله ، متهمين الله انه اشركهم بنفسه ، ام هم يشركونهم به إذ لا يصلون اليه نفسه ، فليصلوا بآلهة اخرى هم من خاصة عبادة (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (٣٩ : ٣).
وهنا «فاعبدني» يفرّع عبوديته الوحيدة على ألوهيته الوحيدة ، فاصل