فتهلك في هذه الردى.
«فتردى» في الشهوات واللهوات في صدك عن عبادته وعن الصلاة لذكره تعالى.
«فتردى» عن التزامات العبودية والصلاة ولزاماتها عند الصد عن الساعة ، فهنالك ـ إذا ـ ثالوث من التردّيات والتهلكات في الانصداد عن مثلث المعتقدات.
وقد تعني كلّ من «عنها وبها» فيما عنتا ، كلا من هذه الثلاثة ، حيث اللاإيمان في كلّ منها يصد عن الاخرى كما يصد عن نفسها ، فنكران التوحيد صدّ عن العبودية والساعة ، ونكران العبودية والصلاة صد عن المبدء والمعاد ، ونكران الساعة كذلك صد عنهما.
ومن هنا نعرف ان الواجب في اصول الدين وفروعه ليس هو الإعتقاد بها والعمل لها فحسب ، بل والتصلب والصمود فيها لحد لا تنفصم عراها.
وهنا في واجب العلم بالأصول وفروعها مراحل : القناعة الشخصية دون تزعزع ولا تلكّؤ ، ثم الحفاظ عليها في المخالطات الضرورية مع الناس ، ومن ثم في السّبح الطويل في خضم المجتمع ، ثم الدعوة إليها والدعاية الصالحة لها.
فالمرحلتان الأوليان مفروضتان ، إذ لا بد للإنسان من مخالطة حيوية مع المجتمع ، كضرورة للحياة ، والثالثة لا تصح إلا لمن صحح يقينه لحد لا ينفصم بمن يصد عنه ، وإلا فذلك تورط وترد في ورطات وهوات.
والرابعة هي للدعات الى الله على شروطاتها ، أخذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والى القيادة الربانية الشاملة غير المعصومة ، والى قيادة العصمة في أئمة الهدى ، الى قيادة الرسالة ، وكلّ درجات