بها ام يقل ، ففي الاولى القلة حاصلة ، وفي الطالحات العفو على شروطه المسرودة في الذكر الحكيم.
(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) ١٦.
(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) تأكيد صارم صدا عن الصد عنها ، تفريعا على (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) صدا عقيديا عن إتيانها ، او خفاءها ، ام جزاء كل نفس فيها بما تسعى ، ام صدا عمليا رغم التصديق بها ، والصاد عنها هو (مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ) في نكرانها والدعاية ضدها ، فلو صددت عنها «فتردى» في جحيم الضلالة والمتاهة ، بما تتردى في همجية الأعمال بسفاسف الأخلاق.
وهناك ردى في نكران المبدء والمعاد هي أردى ، وهنا أخرى بنكران المعاد عقيديا ، وثالثة عمليا ، (فَلا يَصُدَّنَّكَ) تشمل ذلك الثالوث كله ، حيث الصد عن المعاد بعد الصد عن المبدء أردئ فتشمله «فتردى» بأولى وأحرى.
وقد تعني «عنها» و «بها» ـ فيما عنتا ـ كلمة التوحيد المستفادة من (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) والعبادة المعنية من «فاعبدني» والصلاة المذكورة بنفسها وفي خلالهما الرسالة المبيّنة لهما كما تعني الساعة أخيرا ، وقد تقتضيها طبيعة الحال في بنود الرسالة المسرودة هنا ، فان إثباتها يقتضي تأكيد السلب عن الصّد عنها ، وهنا لك تردّيات عدة في الانصداد عن كلّ منها ، فهنا في المرجع لضميري «عنها وبها» احتمالات يحتملها اللفظ والمعنى (١).
«فتردى» في هوّات الإشراك بالله عند الصد عن كلمة التوحيد ،
__________________
(١) رجوعا للأول تارة الى المجموعة المستفادة مما سبق ، واخرى الى كل واحدة منها ، توحيدا ونبوة وعبادة وصلاة وساعة ، وهكذا الأمر في الثاني ، والمحتملات ٢٨.